ردعهم عن إعراضهم عن التذكرة وقال :﴿ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ ﴾ يعني تذكرة بليغة كافية، مبهم أمرها في الكفاية ﴿ فَمَن شَآءَ ﴾ أن يذكره ولا ينساه ويجعله عينه فعل، فإنّ نفع ذلك راجع إليه. والضمير في ﴿ إِنَّهُ ﴾ و ﴿ ذَكَرَهُ ﴾ للتذكرة في قوله ﴿ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ﴾ ( المدثر : ٤٩ ) وإنما ذكر لأنها في معنى الذكر أو القرآن ﴿ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ ﴾ يعني : إلا أن يقسرهم على الذكر ويلجئهم إليه. لأنهم مطبوع على قلوبهم. معلوم أنهم لا يؤمنون اختياراً ﴿ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ﴾ هو حقيق بأن يتقيه عباده، ويخافوا عقابه، فيؤمنوا ويطيعوا، وحقيق بأن يغفر لهم إذا آمنوا وأطاعوا وروى أنس عن رسول الله ﷺ :
( ١٢٥٢ ) ( هو أهل أن يتقي، وأهل أن يغفر لمن اتقاه ) وقرىء ( يذكرون ) بالياء والتاء مخففاً ومشدداً.
عن رسول الله ﷺ :
( ١٢٥٣ ) ( من قرأ سورة المدثر أعطاه الله عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد وكذب به بمكة ).