% ( وَمَهْمَهٍ هَالِكِ مَنْ تَعَرَّجَا ;
﴿ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ ﴾ بالرفع على الاستئناف، وهو وعيد لأهل مكة يريد : ثم نفعل بأمثالهم من الآخرين مثل ما فعلنا بالأولين، ونسلك بهم سبيلهم لأنهم كذبوا مثل تكذيبهم، ويقويها قراءة ابن مسعود ( ثم سنتبعهم ) وقرىء بالجزم للعطف على نهلك. ومعناه : أنه أهلك الأولين من قوم نوح وعاد وثمود، ثم أتبعهم الآخرين من قوم شعيب ولوط وموسى ﴿ كَذَلِكَ ﴾ مثل ذلك الفعل الشنيع ﴿ نَفْعَلُ ﴾ بكل من أجرم إنذاراً وتحذيراً من عاقبة الجرم وسوء أثره.
! ٧ < ﴿ أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ * إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴾ > ٧ !
< < المرسلات :( ٢٠ ) ألم نخلقكم من..... > > ﴿إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ ﴾ إلى مقدار من الوقت معلوم قد علمه الله وحكم به : وهو تسعة الأشهر، أو ما دونها، أو ما فوقها ﴿ فَقَدَرْنَا ﴾ فقدّرنا ذلك تقديراً ﴿ فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ﴾ فنعم المقدّرون له نحن. أو فقدرنا على ذلك فنعم القدرون عليه نحن ؛ والأوّل أولى لقراءة من قرأ ( فقدّرنا بالتشديد ) ولقوله ﴿ مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ﴾ ( عبس : ١٩ ).
! ٧ < ﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الاٌّ رْضَ كِفَاتاً * أَحْيَآءً وَأَمْواتاً * وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِىَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴾ > ٧ !
< < المرسلات :( ٢٥ ) ألم نجعل الأرض..... > > الكفات : من كفت الشيء إذا ضمه وجمعه : وهو اسم ما يكفت، كقولهم : الضمام والجماع لما يضم ويجمع، يقال : هذا الباب جماع الأبواب، وبه انتصب ﴿ أَحْيَاء وَأَمْواتاً ﴾ كأنه قيل : كافتة أحياء وأمواتاً. أو بفعل مضمر يدل عليه وهو تكفت. والمعنى : تكفت أحياء على ظهرها، وأمواتاً في بطنها. وقد استدل بعض أصحاب الشافعي رحمه الله على قطع النباش بأنّ الله تعالى جعل الأرض كفاتاً للأموات، فكان بطنها حرزاً لهم ؛ فالنباش سارق من الحرز. فإن قلت : لم قيل أحياء وأمواتاً على التنكير، وهي كفات الأحياء والأموات جميعاً ؟ قلت : هو من تنكير التفخيم، كأنه قيل : تكفت أحياء لا يعدون وأمواتاً لا يحصرون، على أنّ أحياء الإنس وأمواتهم ليسوا بجميع الأحياء والأموات. ويجوز أن

__________


الصفحة التالية
Icon