! ٧ < ﴿ وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ ﴾ > ٧ !
< < ص :( ١٦ ) وقالوا ربنا عجل..... > > القط : القسط من الشيء ؛ لأنه قطعة منه، من قطه إذا قطعه. ويقال : لصحيفة الجائزة : قط، لأنها قطعة من القرطاس، وقد فسر بهما قوله تعالى :﴿ عَجّل لَّنَا قِطَّنَا ﴾ أي نصيبنا من العذاب الذي وعدته، كقوله تعالى :﴿ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ * الْعَذَابَ ﴾ ( الحج : ٤٧ ) وقيل : ذكر رسول الله ﷺ وعد الله المؤمنين بالجنة ؛ فقالوا على سبيل الهزء : عجل لنا نصيبنا منها. أو عجل لنا صحيفة أعمالنا ننظر فيها.
! ٧ < ﴿ اصْبِر عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الاٌّ يْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِنَّا سَخَّرْنَا الجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِىِّ وَالإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَءَاتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ﴾ > ٧ !
< < ص :( ١٧ ) اصبر على ما..... > > فإن قلت : كيف تطابق قوله :﴿ اصْبِر عَلَى مَا يَقُولُونَ ﴾ وقوله :﴿ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا * دَاوُودُ ﴾ حتى عطف أحدهما على صاحبه ؟ قلت : كأنه قال لنبيه عليه الصلاة والسلام : اصبر على ما يقولون، وعظم أمر معصية الله في أعينهم بذكر قصة داود، وهو أنه نبيّ من أنبياء الله تعالى قد أولاه ما أولاه من النبوّة والملك، ولكرامته عليه وزلفته لديه، ثم زلّ زلّة فبعث إليه الملائكة ووبخه عليها. على طريق التمثيل والتعريض، حتى فطن لما وقع فيه فاستغفر وأناب، ووجد منه ما يحكى من بكائه الدائم وغمّه الواصب، ونقش جنايته في بطن كفه حتى لا يزال يجدد النظر إليها والندم عليها فما الظنّ بكم مع كفركم ومعاصيكم ؟ أو قال له ﷺ : اصبر على ما يقولون، وصن نفسك وحافظ عليها أن تزل فيما كلفت من مصابرتهم وتحمل أذاهم، واذكر أخاك داود وكرامته على الله كيف زلّ تلك الزلّة اليسيرة فلقي من توبيخ الله وتظليمه ونسبته إلى البغي ما لقي ﴿ ذَا الاْيْدِ ﴾ ذا القوّة في الدين المضطلع بمشاقه وتكاليفه، كان على نهوضه بأعباء النبوّة والملك يصوم يوماً ويفطر يوماً وهو أشدّ الصوم، ويقوم نصف الليل. يقال : فلان أيد، وذو أيد، وذو آد. وأياد كل شيء : ما يتقوّى به ﴿ أَوَّابٌ ﴾ توّاب رجاع إلى مرضاة الله. فإن قلت : ما دلك على أنّ الأيد القوّة في الدين ؟ قلت : قوله تعالى :﴿ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ لأنه تعليل لذي الأيد ﴿ وَالإشْرَاقِ ﴾ وقت الإشراق، وهو حين تشرق الشمس، أي : تضيء ويصفوا شعاعها

__________


الصفحة التالية
Icon