اذكُروهُمْ وقد تسلَّل كلُّ | بعدَ ما انفضَّ مجلسُ السُّمَّارِ |
اختلاساً يسْعَى لحجرةِ طَهَ | لسَماعِ التنزيلِ في الأسْحَارِ |
عُذْرهم حُسْنُهُ فلمّا تَراءَوْا | عَلَّلوها ببَارزِ الأعْذَارِ |
﴿أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور﴾ [هود: ٥].
فهم إن داروا على محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فهل هم قادرون على المداراة على رب محمد؟ والذي لا يدركه بصر محمد فربُّ محمد سيُعلمه به.
وما دام الحق سبحانه يعلم ما يسرون، فمن باب أولى أنه سبحانه وتعالى يعلم ما يعلنون.
والحق سبحانه وتعالى غيب، وربما ظن ظان أنه قد يفلت منه شيء، ولكن الحق سبحانه يُحصي ولا يُحصَى عليه، فإن ظن ظان أن الحق سبحانه يعلم الغيب فقط؛ لأنه غيب، فهذا ظن خاطىء؛ لأنه يعلم السر والعلن، فهو عليم بذات الصدور، وكلمة «عليم» صيغة مبالغة، وهي ذات في كنهها العلم.
وقول الحق سبحانه:
﴿عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور﴾ [هود: ٥].