وأيُّ أمر يحتاج لحكم؛ فإما أن تجده مُفصَّلاً في القرآن، أو نسأل فيه أهل الذكر، مصداقاً لقول الحق سبحانه: ﴿... فاسئلوا أَهْلَ الذكر إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [الأنبياء: ٧]
ويقول سبحانه من بعد ذلك: ﴿رُّبَمَا يَوَدُّ الذين كَفَرُواْ... ﴾
و «رُبَّ» حرف يستعمل للتقليل، ويُستعمل أيضاً للتكثير على حَسْب ما يأتي من بعده، وهو حَرْفٌ الأصل فيه أن يدخلَ على المفرد. ونحن نقول «رُبَّ أخٍ لك لم تلدْه أمك» وذلك للتقليل، مثلما نقول «ربما ينجح الكسول».
ولكن لو قُلْنا «ربما ينجح الذكي» فهذا للتكثير، وفي هذا استعمال للشيء في نقيضه، إيقاظاً للعقل كي ينتبه.
وهنا جاء الحق سبحانه:
ب «رُب» ومعها حرف «ما» ومن بعدهما فعل. ومن العيب أن تقول: إن «ما» هنا زائدة؛ ذلك أن المتكلم هو ربُّ كل العباد.
وهنا يقول الحق سبحانه: ﴿رُّبَمَا يَوَدُّ الذين كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ﴾ [الحجر: ٢]


الصفحة التالية
Icon