وبناء الفعل ﴿بُورِكَ﴾ [النمل: ٨] للمجهول تعني: أن الله تعالى هو الذي يبارك، فهذه مسألة لا يقدر عليها إلا الله ﴿مَن فِي النار وَمَنْ حَوْلَهَا﴾ [النمل: ٨] يجوز أن يكون الملائكة، أو: بُورِكت الشجرة ذاتها لأنها لا تُحرق، أو النار لأنها لا تنطفىء فهي مُباركة.
وفي موضع آخر يُوسِّع دائرة البركة، فيقول سبحانه: ﴿فِي البقعة المباركة مِنَ الشجرة﴾ [القصص: ٣٠].
ثم يخاطب الحق سبحانه موسى: ﴿ياموسى إِنَّهُ أَنَا الله﴾
جاء هنا النداء على حقيقته بأداة ومنادى ﴿إِنَّهُ أَنَا الله﴾ [النمل: ٩] هذا هو الأصل، وما دُمْتُ أن الله فلا تتعجَّب مما ترى، وساعةَ تسمع مَنْ يكلِّمك دون أن ترى متكلماً من جنسك، فلا تتعجب ولا تندهش.
ونلحظ أن هنا تفاصيلَ وأحداث لم تذكرها الآية هنا، وذُكِرَت في موضع آخر في قوله تعالى: ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ ياموسى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا على غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أخرى﴾ [طه: ١٧١٨].
والأدب يقتضي أن يأتي الجواب على قَدْر السؤال، لكن موسى