الاختيار في أشياء، ولم يقل: «مليك النَّاس» ؛ لأن هذا القول يعني أنهم مجبورون على الإيمان، ولا يسعهم غير هذا، ولكن الله جعلهم مختارين في الأمور التي هي مَنَاط للتكليف، وغير مختارين في أمور هي ليست محلاّ لهذا.
وأقول لأي واحد ممن تمرّدوا على الإيمان؛ فكفروا بالله؛ أقول: أنت متمرّد على الله، وتكفر به، وتنكر الألوهية، فلماذا لا تكون منطقيّاً مع نفسك، وتتمرّد على كل الأحداث التي تصيبك، فإن أصابك مرض؛ قل له: لا، لن أمرض.
فلا أحد يستطيع أن يدفع عن نفسه قدراً شاءه الله؛ لأن الأحداث ستنال من كل إنسان من كل إنسان ما قدره الله له.
إذن: فكل إنسان هو مملوك لله.
وهكذا نجد الفرق بين أن يقول سبحانه: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الناس﴾ [الناس: ١]
وان يقول: ﴿مَلِكِ الناس﴾ [الناس: ٢]
و «الناس» في الآية الأولى هم المربون، والناس في الآية الثانية هم «المملوكون لله» فلا أحد يخرج عن قدرة الله في الأمور القهرية.
وتأتي «الناس» في الآية الثالثة: ﴿إله الناس﴾ [الناس: ٣]


الصفحة التالية
Icon