خلق لغير الله ومع هذا فلم يكن بين الأمة نزاع فى أنها محدثة كائنة بعد أن لم تكن ولم يقل أحد إنها قديمة ولكن ( القدرية ( من المعتزلة وغيرهم إعتقدوا أن الأفعال الاختيارية وما يتولد عنها من أفعال الملائكة والجن والانس الطاعات والمعاصى لم يخلقها الله قالوا لأنه لو خلقها للزم أن يكون العبد مجبورا وأن يرتفع التكليف والوعد والوعيد والثواب والعقاب ولان العبد يعلم أنه هو الذى يحدث أفعاله علما ضروريا وعللوا ذلك بأدلة نظرية
فلما ابتدعوا هذه ( المقالة ( أنكرها أئمة السنة كما أنكر الصحابة رضوان الله عليهم أول هذه البدعة لما نبغت القدرية فى أواخر عصر الصحابة فرد عليهم إبن عمر وإبن عباس وواثلة بن الأسقع وغيرهم من الصحابة
وبين الأئمة أن من جعل شيئا من المحدثات كأفعال العباد وغيرهما ليس مخلوقا لله فهو مثل من أنكر خلق الله لغير ذلك من المحدثات كالسماء والأرض فان الله رب العالمين ومالك الملك وخالق كل شىء فليس شىء من العالمين خارجا عن ربوبيته ولاشىء من الملك خارجا عن ملكه ولا شىء من المحدثات خارجا عن خلقه قال تعالى ( الله خالق كل شىء وهو على كل شىء وكيل له مقاليد السموات والأرض ) وقال تعالى ( أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه

__________


الصفحة التالية
Icon