قال إبن عباس الإيمان بالقدر نظام التوحيد فمن وحد الله وآمن بالقدر تم توحيده ومن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده
وأما صفة الله تعالى فهى داخلة فى مسمى أسمائه الظاهرة والمضمرة فإذا قلت عبدت الله ودعوت الله و ( إياك نعبد ) فهذا الاسم لا يخرج عنه شىء من صفاته من علمه ورحمته وكلامه وسائر صفاته ولهذا قال النبى ( من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ( وقال ( من حلف بغير الله فقد أشرك ( وقد ثبت عنه ( الحلف بعزة الله ( والحلف بقوله ( لعمر الله ( فعلم أن ذلك ليس حلفا بغير الله فأعطوا هذه الآيات المنصوصة حقها فى اتباع عمومها الذى قد صرحت به فى أن الله خالق كل شىء إذ قد علم أن الله ليس هو داخلا فى المخلوق وعلم أن صفاته ليست خارجة عن مسمى اسمه
وأما ( المعتزلة ( الذين جمعوا التجهم والقدر فأخرجوا عنها ما يتناوله الاسم يقينا من أفعال الملائكة والجن والانس والبهائم طاعاتها وغير طاعاتها وذلك قسط كبير من ملك الله وآياته بل هي من محاسن ملكه وأعظم آياته ومخلوقاته وأدخلوا فى ذلك كلامه لكونه يسمى ( شيئا ( فى مثل قوله ( إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شىء قل من أنزل الكتاب الذى جاء به موسى ) ولم ينظروا فى أن ذلك مثل تسمية علمه ( شيئا ( فى قوله ( ولا يحيطون

__________


الصفحة التالية
Icon