وإنما هو حقيقة عرفية فيمن يتكلم في الدين بغير طريقة المرسلين والخائضون في ( اصول الفقه ) وإن قالوا ان الكلام ما تألف من حرفين فصاعدا او ما انتظم من ( الحروف ) وهي الاصوات المقطعة المتواضع عليه وتنازعوا في الحرف الواحد المؤلف مع غيره هل يسمى كلاما على قولين كما قال اكثر متكلمين ان الجسم هو المؤلف واقل التركيب من جوهرين وتنازعوا في الجواهر الواحد المؤلف هل يسمى جسما على قولين فهذا اصطلاح خاص لهم
كما اصطلح ( النحاة ) على ان ( المفرد ) مثل الاسم وحرف المعنى يسمى كلمة وان كانت الكلمة في لغة العرب العرباء لا توجد الا اسما للجملة التامة إلا ان يكون شيئا لا يحضرنى الآن
وإذا كان الناس متفقين على ان الكلام هو الكلام من ألف ألفاظه ومعانيه وإن كان قد تعلم اسماءه من غيره زالت كل شبهة في المسألة ووجب اطلاق القول بأن كلام الآدميين مخلوق كما يطلق القول بأن هذا الشعر من كلام فلان وهذا الكلام كلام فلان لا كلام الذين تكلموا قبلهم بتلك الأسماء وحروفها فإن كلام الآدميين هو كلام الذين انشؤه وابتدأوه فألفوا ألفاظه ومعانيه وإن كان بعضهم قد تعلم اسماءه وحروفه من بعض ولو كانت اسماؤه قد سمعونا من الله تعالى