ونحو ذلك ولا يشتق ذلك لغيره وهذا كله بين ظاهر وهو ما يبين قول السلف والأئمة ان من قال ان الله خلق كلاما فى غيره لزمه أن يكون حكم التكلم عائدا إلى ذلك المحل لا إلى الله
( الرابع ( ان الله أكد تكليم موسى بالمصدر فقال ( تكليما ( قال غير واحد من العلماء التوكيد بالمصدر ينفي المجاز لئلا يظن ان أرسل إليه رسولا أو كتب إليه كتابا بل كلمه منه إليه
( والخامس ) ان الله فضل موسى بتكليمه إياه على غيره ممن لم يكلمه وقال ( وما كان لبشر ان يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا ( الآية فكان تكليم موسى من وراء الحجاب وقال ( يا موسى انى اصطفيتك على الناس برسالاتى وبكلامى ( وقال ( انا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده إلى قوله وكلم الله موسى تكليما ( والوحى هو ما نزله الله على قلوب الأنبياء بلا واسطة فلو كان تكليمه لموسى إنما هو صوت خلقه فى الهواء لكان وحى الأنبياء أفضل منه لأن أولئك عرفوا المعنى المقصود بلا واسطة وموسى إنما عرفه بواسطة ولهذا كان غلاة الجهمية من الاتحادية ونحوهم يدعون أن ما يحصل لهم من الالهام أفضل مما حصل لموسى ابن عمران وهذا من أعظم الكفر باتفاق المسلمين

__________


الصفحة التالية
Icon