ثم أن كان جبريل لم يسمعه من الله وانما وجده مكتوبا كانت العبارة عبارة جبريل وكان القرآن كلام جبريل ترجم به عن الله كما يترجم عن الأخرس الذى كتب كلاما ولم يقدر ان يتكلم به وهذا خلاف دين المسلمين
وإن احتج محتج بقوله ( انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذى العرش مكين ) قيل له فقد قال فى الآية الأخرى ( أنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون ) فالرسول فى هذه الآية محمد والرسول فى الأخرى جبريل فلو اريد به ان الرسول احدث عبارته لتناقض الخبران فعلم أنه أضاف إليه إضافة تبليغ لا إضافة إحداث ولهذا قال ( لقول رسول ( ولم يقل ملك ولا نبى ولا ريب ان الرسول بلغه كما قال تعالى ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) فكان النبى يعرض نفسه على الناس فى الموسم ويقول ( ألا رجل يحملنى إلى قومه لأبلغ كلام ربى فان قريشا قد منعونى أن أبلغ كلام ربى ( ولما أنزل الله ( ألم غلبت الروم ) خرج أبو بكرالصديق فقرأها على الناس فقالوا هذا كلامك أم كلام صاحبك فقال ليس بكلامى ولا كلام صاحبى ولكنه كلام الله
وان احتج بقوله ( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث ) قيل له