فعل بمشيئته فهو محدث وممكن لزمهم القول بحدوث كل موجود اذ كان الخالق جل جلاله متصفا بما يقوم به من الصفات والأمور الاختياريات مثل أنه متكلم بمشيئته وقدرته ويخلق ما يخلقه بمشيئته وقدرته لكن هؤلاء اعتقدوا انتفاء هذه الصفات عنه لاعتقادهم صحة القول بأن ما قامت به الصفات والحوادث فهو حادث لأن ذلك لا يخلو من الحوادث وما لم يخل من الحوادث فهو حادث واذا كان حادثا كان له محدث قديم واعتقدوا أنهم أثبتوا الرب وأنه ذات مجردة عن الصفات ووجوده مطلق لا يشار اليه ولا يتعين ويقولون هو بلا اشارة ولا تعيين وهذا الذى أثبتوه لا حقيقة له فى الخارج وإنما هو فى الذهن فكان ما اثبتوه واعتقدوا أنه الصانع للعالم
انما يتحقق فى الأذهان لا فى الأعيان وكان حقيقة قولهم تعطيل الصانع فجاء اخوانهم فى أصل المقالة وقالوا هذا الوجود المطلق المجرد عن الصفات هو الوجود الساري فى الموجودات فقالوا بحلوله فى كل شىء
وقال آخرون منهم هو وجود كل شىء ومنهم من فرق بين الوجود والثبوت ومنهم من فرق بين التعيين والاطلاق ومنهم من جعله فى العالم كالمادة فى الصورة ومنهم من جعله فى العالم كالزبد فى

__________


الصفحة التالية
Icon