أن الحوادث التى تقوم به لا يخلو منها ولا يزول عنها لأنه لو قامت به الحوادث ثم زالت عنه كان قابلا لحدوثها وزوالها واذا كان قابلا لذلك لم يخل منه وما لم يخل من الحوادث فهو حادث وانما يقبل على أصلهم أنه تقوم به الحوادث فقط كما يقبل أن يفعلها ويحدثها ولا يلزم من ذلك أنها لم تخل منه كما لم يلزم أنه لم يزل فاعلا لها والحدوث عندهم غير الاحداث والقرآن عندهم حادث لا محدث لأن المحدث يفتقر الى احداث بخلاف الحدوث
وهم اذا قالوا كان خاليا منها فى الأزل وكان ساكنا لم يقولوا أنه قام به حادث بل يقولون السكون أمر عدمى كما يقوله الفلاسفة ولكن الحركة أمر وجودى بخلاف ما يقوله ( من يقوله ( من المعتزلة والأشعرية أن السكون أمر وجودى كالحركة فاذا حصل به حادث لم يكن ثم عدم هذا الحادث فانما يعدم الحادث باحداث يقوم به وهذا ممتنع وهم يقولون أنه يمتنع عدم الجسم وعندهم أن البارى يقوم به احداث المخلوقات وافناؤها فالحوادث التى تقوم بهم تقوم به لو أفناها لقام به الاحداث والافناء فكان قابلا لأن يحدث فيه حادث ويفنى ذلك الحادث وما كان كذلك لم يخل من احداث وافناء فلم يخل من الحوادث وما لم يخل منها فهو حادث وإنما كان كذلك لأن القابل للشىء لا يخلو عنه وعن ضده كما قالت الكلابية لكن المعتزلة يقولون