الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ^ والغيب الذى يؤمن به ما أخبرت به الرسل من الأمور العامة ويدخل فى ذلك الايمان بالله وأسمائه وصفاته وملائكته والجنة والنار فالإيمان بالله وبرسله وباليوم الآخر يتضمن الايمان بالغيب فان وصف الرسالة هو من الغيب وتفصيل ذلك هو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر كما ذكر الله تعالى ذلك فى قوله ^ ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين ^ وقال ^ ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا ^
والعلم بأحوال القلوب كالعلم بالاعتقادات الصحيحة والفاسدة والارادات الصحيحة والفاسدة والعلم بمعرفة الله ومحبته والاخلاص له وخشيته والتوكل عليه والرجاء له والحب فيه والبغض فيه والرضا بحكمه والانابة اليه والعلم بما يحمد ويذم من أخلاق النفوس كالسخاء والحياء والتواضع والكبر والعجب والفخر والخيلاء وأمثال ذلك من العلوم المتعلقة بأمور باطنة فى القلوب ونحوه قد يقال له ( علم الباطن ( أى علم بالأمر الباطن فالمعلوم هو الباطن واما العلم الظاهر فهو ظاهر يتكلم به ويكتب وقد دل على ذلك الكتاب والسنة وكلام السلف وأتباعهم بل غالب آى القرآن هو من هذا