بعض الصوفية والفقراء وبعض أهل الكلام والفلسفة يسلك مسلك الباطنية فى بعض الأمور لا فى جميعها حتى يرى بعضهم سقوط الصلاة عن بعض الخواص أو حل الخمر وغيرها من المحرمات لهم أو ان لبعضهم طريقا الى الله عز وجل غير متابعة الرسول
وقد يحتج بعضهم بقصة موسى والخضر ويظنون أن الخضر خرج عن الشريعة فيجوز لغيره من الأولياء ما يجوز له من الخروج عن الشريعة وهم فى هذا ضالون من وجهين
( أحدهما ( ان الخضر لم يخرج عن الشريعة بل الذي فعله كان جائزا فى شريعة موسى ولهذا لما بين له الأسباب أقره على ذلك ولو لم يكن جائزا لما أقره ولكن لم يكن موسى يعلم الأسباب التى بها أبيحت تلك ( فظن ان الخضر ( كالملك الظالم فذكر ذلك له الخضر
و ( الثانى ( ان الخضر لم يكن من امة موسى ولا كان يجب عليه متابعته بل قال له انى على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا اعلمه وذلك ان دعوة موسى لم تكن عامة فان النبى كان يبعث الى قومه خاصة ومحمد ( ( بعث الى الناس كافة بل بعث الى الانس والجن باطنا وظاهرا فليس لأحد ان يخرج عن طاعته ومتابعته لا في الباطن ولا