العبادة و التصوف حتى جوزوا عبادة الكواكب و الأصنام و لما رأوه فيها من الأحوال العجيبة التى تعينهم عليها الشياطين لما يحصل لهم بها من بعض أغراضهم من الظلم و الفواحش فلا يبالون بشركهم بالله و لاكفرهم به و بكتابه إذا نالوا ذلك و لم يبالوا بتعليم ذلك للناس و تعظيمهم لهم لرياسة ينالونها أو مال ينالونه و إن كانوا قد علموا أنه الكفر و الشرك عملوه و دعوا إليه بل حصل عندهم ريب و شك فيما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم أو اعتقاد أن الرسول خاطب الجمهور بما لا حقيقة له في الباطن لأجل مصلحة الجمهور كما يقول ذلك من يقوله من المتفلسفة و الملاحدة و الباطنية
وقد دخل فى رأي هؤلاء طائفة من هؤلاء و هؤلاء و هذا مما ضاهوا به فارس و الروم و غيرهم فان فارس كانت تعظم الأنوار و تسجد للشمس و للنار و الروم كانوا قبل النصرانية مشركين يعبدون الكواكب و الأصنام فهؤلاء الذين أشبهوا فارس و الروم شر من الذين أشبهوا اليهود و النصارى فان اولئك ضاهوا أهل الكتاب فيما بدل أونسخ و هؤلاء ضاهوا من لا كتاب له من المجوس و المشركين فارس و الروم و من دخل في ذلك من الهند و اليونان
ومذهب الملاحدة الباطنية مأخوذ من قول المجوس بالأصلين