وهذا التوحيد هو الفارق بين الموحدين و المشركين و عليه يقع الجزاء و الثواب فى الأولى و الآخرة فمن لم يأت به كان من المشركين الخالدين فان الله لايغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء
أما توحيد الربوبية فقد أقر به المشركون و كانوا يعبدون مع الله غيره و يحبونهم كما يحبونه فكان ذلك التوحيد الذي هو توحيد الربوبية حجة عليهم فاذا كان الله هو رب كل شيء و مليكه و لا خالق و لا رازق إلا هو فلماذا يعبدون غيره معه و ليس له عليهم خلق و لا رزق و لا بيده لهم منع و لا عطاء بل هو عبد مثلهم لا يملك لنفسه ضرا و لانفعا و لا موتا و لا حياة و لا نشورا
فان قالوا ( ليشفع ( فقد قال الله ( من ذا الذي يشفع عنده إلا باذنه ) فلا يشفع من له شفاعة من الملائكة و النبيين إلا باذنه و أما قبورهم و ما نصب عليها من قباب و أنصاب أو تماثيلهم التى مثلت على صورهم مجسدة أو مرقومة فجعل الاستشفاع بها استشفاعا بهم فهذا باطل عقلا و شرعا فانها لاشفاعة لها بحال و لا لسائر الأصنام التى عملت للكواكب و الجن و الصالحين و غيرهم