لولا أن رأى برهان ربه ^ قال تعالى ^ كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء أنه من عبادنا المخلصين ^ وقال يوسف أيضا ^ رب السجن أحب إلي مما يدعوننى إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن أنه هو السميع العليم ^ فدل على أنه معه من خوف الله ما يزعه عن الفاحشة ولو رضي بها الناس وقد دعا ربه عز وجل أن يصرف عنه كيدهن وقوله ^ السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ^ بصيغة جمع التذكير وقوله ( كيدهن ( بصيغة جمع التأنيث ولم يقل مما يدعينني إليه دليل على الفرق بين هذا وهذا وأنه كان من الذكور من يدعوه مع النساء إلى الفاحشة بالمرأة وليس هناك إلا زوجها وذلك أن زوجها كان قليل الغيرة أو عديمها وكان يحب امرأته ويطيعها ولهذا لما أطلع على مراودتها قال ^ يوسف اعرض عن هذا واستغفرى لذنبك إنك كنت من الخاطئين ^ فلم يعاقبها ولم يفرق بينها وبين يوسف حتى لا تتمكن من مراودته وأمر يوسف أن لا يذكر ما جرى لأحد محبة منه لإمرأته ولو كان فيه غيرة لعاقب المرأة
ومع هذا فشاعت القصة واطلع عليها الناس من غير جهة يوسف حتى تحدثت بها النسوة في المدينة وذكروا أنها تراود فتاها عن نفسه ومع هذا ^ فأرسلت إليهن واعتدت لهن متكئا آتت

__________


الصفحة التالية
Icon