كل واحدة منهن سكينا ^ وأمرت يوسف أن يخرج عليهن ليقمن عذرها على مراودته وهي تقول لهن ^ فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد روادته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن ولكونن من الصاغرين ^
وهذا يدل على أنها لم تزل متمكنة من مراودته والخلوة به مع علم الزوج بما جرى وهذا من أعظم الدياثة ثم أنه لما حبس فأنما حبس بامرها والمرأة لا تتمكن من حبسه إلا بأمر الزوج فالزوج هو الذي حبسه وقد روي أنها قالت هذا القبطي هتك عرضي فحبسه وحبسه لأجل المرأة معاونة لها على مطلبها لدياثته وقلة غيرته فدخل هو فى من دعا يوسف إلى الفاحشة
فعلم أن يوسف لم يترك الفاحشة لأجله ولا لخوفه منه بل قد علم يقينا أنه لم يكن يخاف منه وأن يوسف لو أعطاها ما طلبت لم يكن الزوج يدري ولو درى فلعله لم يكن ينكر فإنه قد درى بالمراودة والخلوة التى هي مقتضية لذلك فى الغالب فلم ينكر ولو قدر أنه هم بعقوبة يوسف فكانت هي الحاكمة على الزوج القاهرة له وقد قال ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ( ولما راجعنه فى إمامة الصديق قال ( إنكن لأنتن صواحب يوسف ( ولما أنشده الأعشى