يقول أحدهم لا يتوب الله على أبدا اما الاول فباطل بكتاب الله وسنة نبيه واجماع المسلمين وإن كان قد تكلم بعض العلماء فى توبة القاتل وتوبة الداعى إلى البدع وفي نزاع فى مذهب أحمد وفى مذهب مالك أيضا نزاع ذكره صاحب التمثيل والبيان فى ( الجامع ) وغيره وتكلموا ايضا فى توبة الزنديق ونحو ذلك
فهم قد يتنازعون فى كون التوبة فى الظاهر تدفع العقوبة إما لعدم العلم بصحتها وإما لكونها لا تمنع ما وجب من الحد ولم يقل أحد من الفقهاء إن الزنديق ونحوه اذا تاب فيما بينه وبين الله توبة صحيحة لم يتقبلها الله منه واما القاتل والمكضل فذاك لاجل تعلق حق الغير به والتوبة من حقوق العباد لها حال آخر وليس هذا موضع الكلام فيها وفى تفصيلها وإنما الغرض إن الله يقبل التوبة من كل ذنب كما دل عليه الكتاب والسنة والفواحش خصوصا ما علمت أحدا نازع فى التوبة منها والزانى والمزنى به مشستركان فى ذلك أن تابا تاب الله عليهما ويبين التوبة خصوصا من عمل قوم لوط من الجانبين ما ذكره الله فى قصة قوم لوط فإنهم كانوا يفعلون الفاحشة بعضهم ببعض ومع هذا فقد دعاهم جميعهم إلى تقوى الله والتوبة منها فلو كانت توبة المفعول به أو غيره لا تقبل لم يأمرهم بما لا يقبل قال تعالى ^ كذبت قوم لوط المرسلين إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون