ممن إتبع هواه بغير هدى من الله ! ٢ < ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين > ٢ ! وقال تعالى ! ٢ < وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى > ٢ ! وقال تعالى ! ٢ < ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب > ٢ !
وأما من نظر إلى المردان ظانا أنه ينظر إلى مظاهر الجمال الإلهى وجعل هذا طريقا له إلى الله كما يفعله طوائف من المدعين للمعرفى فقوله هذا أعظم كفرا من قول عباد الأصنام ومن كفر قوم لوط فهؤلاء من شر الزنادقة المرتدين الذين يجب قتلهم بإجماع كل أمة فإن عباد الأصنام قالوا ! ٢ < ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى > ٢ ! وهؤلاء يجعلون الله سبحانه موجودا فى نفس الأصنام وحالا فيها فإنهم لا يريدون بظهوره وتجليه فى المخلوقات أنها ادلة عليه وآيات له بل يريدون أنه سبحانه ظهر فيها وتجلى فيها ويشبهون ذلك بظهور الماء فى الصوفة والزبد فى اللبن والزيت فى الزيتون والدهن فى السمسم ونحو ذلك مما يقتضى حلول نفس ذاته فى مخلوقاته أو إتحاده بها فيقولون فى جميع المخلوقات نظير ما قاله النصارى فى المسيح خاصة ثم يجعلون المردان مظاهر الجمال فيقرون هذا الشرك الأعظم طريقا إلى إستحلال الفواحش بل إلى إستحلال كل محرم كما قيل لأفضل