( إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون و لو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم و لو أسمعهم لتولوا و هم معرضون ( قال ذلك بعد قوله ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و رسوله و لا تولوا عنه و أنتم تسمعون و لا تكونوا كالذين قالوا سمعنا و هم لا يسمعون ( فقو له ( و لو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ( لم يرد به مجرد إسماع الصوت لو جهين
( أحدهما ( أن هذا السماع لابد منه و لا تقوم الحجة على المدعوين إلا به كما قال ( و إن أحد من المشركين إستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ( و قال ( لأنذركم به و من بلغ ( و قال ( و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا (
و ( الثانى ( أنه و حده لا ينفع فإنه قد حصل لجميع الكفار الذين استمعوا القرآن و كفروا به كما تقدم بخلاف إسماع الفقه فإن ذلك هو الذي يعطيه الله لمن فيه خير و هذا نظير ما فى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال ( من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين ( و هذه الآية و الحديث يدلان على أن من لم يحصل له السماع الذى يفقه معه القول فإن الله لم يعلم فيه خيرا و لم يرد به خيرا و أن من علم الله فيه خيرا أو أراد به خيرا فلا بد أن يسمعه و يفقهه إذ الحديث قد بين أن كل من يرد الله به خيرا يفقهه فالأول مستلزم للثانى و الصيغة عامة فمن لم يفقهه لم يكن داخلا فى العمو م فلا يكون الله