و قال البخاري و قال مجاهد في قوله ( ثم إستوى على العرش ( علا على العرش و لكن يقال ( علا على كذا ( و ( علا عن كذا ( و هذا الثاني جاء فى القرآن فى مواضع لكن بلفظ ( تعالى ( كقوله ( سبحانه و تعالى عما يقولون علوا كبيرا ( عالم الغيب و الشهادة فتعالى عما يشركون ( و بسط هذا له موضع آخر
و المقصود هنا أن كل واحد من ذكر أنه خلق و أنه الأكرم الذي علم بالقلم يدل على هاتين الطريقتين من إثبات الصفات كما دلنا على الطريقة الأولى طريقة الإستدلال بالفعل
فإن قوله ( الأكرم ( يقتضي أنه أفضل من غيره فى الكرم و الكرم إسم جامع لجميع المحاسن فيقتضي أنه أحق بجميع المحامد و المحامد هي صفات الكمال فيقتضي أنه أحق بالإحسان إلى الخلق و الرحمة و أحق بالحكمة و أحق بالقدرة و العلم و الحياة و غير ذلك
و كذلك قوله ( خلق ( فإن الخالق قديم أزلي مستغن بنفسه واجب الوجود بنفسه قيوم و معلوم أنه أحق بصفات الكمال من المخلوق المحدث الممكن
فهذا من جهة قياس الأولى و من جهة الأثر فإن الخالق لغيره