و إذا قيل هذا الفعل قائم به يفتقر إلى فعل آخر يكون هو المؤثر في وجوده غير القدرة و الإرادة فإنه لو كان مجرد ذلك كافيا كفى فى وجود المخلوق فلما كان لابد له من خلق فهذا الخلق أمر حادث بعد أن لم يكن و هو فعل قائم به فالمؤثر التام فيه يكون مستلزما له مستعقبا له كالمؤثر التام فى وجود الكلام الحادث بذاته
و المتكلم من الناس إذا تكلم فوجود الكلام لفظه و معناه مسبوق بفعل آخر فلابد من حركة تستعقب و جود الحروف التى هي الكلام فتلك الحركة هي التى تجعل الكلام عربيا أو عجميا و هو فعل يقوم بالفاعل وذلك الجعل الحادث حدث بمؤثر تام قبله أيضا
و ذات الرب هي المقتضية لذلك كله فهى تقتضي الثاني بشرط إنقضاء الأول لا معه و إقتضاؤها للثاني فعل يقوم بها بعد الأول و هي مقتضية لهذا التأثير و هذا التأثير
ثم هذا التأثير و كل تأثير هو مسبب عما قبله و شرط لما بعده و ليس فى ذلك شيء مخلوق و إن كانت ( حادثة (
و إن قال قائل أنا اسمى هذا ( خلقا ( كان نزاعه لفظيا و قيل له الذين قالوا ( القرآن مخلوق ( لم يكن مرادهم هذا و لا رد السلف و الأئمة هذا إنما ردوا قول من جعله مخلوقا بائنا عن الله كما قال

__________


الصفحة التالية
Icon