واجب الوجود و لكن قد أثبتوا قديما ليس بواجب الوجود فصار ما أثبتوه من القديم يناقض أن يكون هو رب العالمين إذ أثبتوا قديما ينقسم إلى و اجب و إلى غير و اجب
و أيضا فالواجب الذي أثبتوه قالوا إنه يمتنع إتصافه بصفة ثبوتية و هذا ممتنع الوجوب لا ممكن الوجوب فضلا عن أن يكون و اجب الوجود كما قد بسط هذا فى مواضع و بين أن الواجب الذي يدعونه يقولون إنه لا يكون لا صفة و لا موصوفا ألبتة و هذا إنما يتخيل في الأذهان لا حقيقة له فى الأعيان
و الواجب إذا فسر بمبدع الممكنات فهو حق و هو إسم للذات المتصفة بصفاتها و إذا فسر بالموجود بنفسه الذي لا فاعل له فالذات واجبة و الصفات و اجبة و إذا فسر بما لا فاعل له و لا محدث فالذات واجبة و الصفات ليست واجبة و إذا فسر بما ليس صفة و لا موصوفا فهذا باطل لا حقيقة له بل هو ممتنع الوجود لا ممكن الوجود و لا واجب الوجود و كلما أمعنوا في تجريده عن الصفات كانوا أشد إيغالا فى التعطيل كما قد بسط فى مواضع
و أما الذين قالوا إنهم أثبتوا القديم من الجهمية و المعتزلة و من سلك سبيلهم من الأشعرية و الكرامية الذين استدلوا بحدوث الأعراض

__________


الصفحة التالية
Icon