قصده فهنا أخبر بعقوبة تارك الحقوق و فى البقرة بعقو بة المرابى و هذه العقو بة تتناو ل من يترك هذا الو اجب و فعل هذا المحرم من المحتالين كما أخبر فى هذه السو رة و كما هو المشاهد في أهل منع الحقو ق المالية و الحيل الربو ية من العقو بات و المثلات فإنه سبحانه إذا أنعم على عبد بباب من الخير و أمره بالإنفاق فيه فبخل عاقبه بباب من الشر يذهب فيه أضعاف ما بخل به و عقو بته فى الآخرة مدخرة ثم إتبع ذلك بعقو بة المتكبر الذي هو من نو ع العتل الزنيم الذي يدعى إلى السجو د و الطاعة فيأبى ففيها عقو بة تارك الصلاة و تارك الزكاة فتارك الصلاة هو المعتدي الأثيم العتل الزنيم تارك الزكاة الظالم البخيل و ختمها بالأمر بالصبر الذي هو جماع الخلق العظيم فى قو له ( فاصبر لحكم ربك ( و ذلك نص فى الصبر على ما يناله من أذى الخلق و على المصائب السماو ية و الصبر على الأو ل أشد و صاحب الحو ت ذهب مغاضبا لربه لأجل الأمر السماو ي و لهذا قال ( و إن يكاد الذين كفرو ا ليزلقو نك بأبصارهم ( إلخ فآخرها منعطف على أو ل ما في قو له ( ما أنت بنعمة ربك بمجنو ن ( و قو له ( و يقو لو ن إنه لمجنون ( و الأزلاق بالبصر هو الغاية فى البغض و الغضب و الأذى فالصبر

__________


الصفحة التالية
Icon