و بهذا نقول إذا لم يعن بالروح النفس فإنه قال الروح الكائن فى الجسد ضربان
أحدهما الحياة القائمة به و الآخر النفس و النفس ريح ينبث به و المراد بالنفس ما يخرج بنفس التنفس من أجزاء الهواء المتحلل من المسام و هذا قول الإسفرائينى و غيره و قال ابن فورك هو ما يجري في تجاويف الأعضاء و أبو المعالي خالف هؤلاء و أحسن فى مخالفتهم فقال إن الروح أجسام لطيفة مشابكة للأجسام المحسوسة أجرى الله العادة بحياة الأجساد ما استمرت مشابكتها لها فاذا فارقتها تعقب الموت الحياة فى استمرار العادة
و مذهب الصحابة و التابعين لهم باحسان و سائر سلف الأمة و أئمة السنة أن الروح عين قائمة بنفسها تفارق البدن و تنعم و تعذب ليست هي البدن و لا جزءا من أجزائه كالنفس المذكور و لما كان الإمام أحمد ممن نص على ذلك كما نص عليه غيره من الأئمة لم يختلف أصحابه فى ذلك لكن طائفة منهم كالقاضي أبي يعلي زعموا أنها جسم و أنها الهواء المتردد في مخاريق البدن موافقة لأحد المعنيين الذين ذكرهما ابن الباقلانى و هذه الأقوال لما كانت من أضعف الأقوال تسلط بها عليهم خلق كثير