وقول أحمد فيما كتبه فى الرد على الزنادقة و الجهمية فيما شكت فيه من متشابه القرآن و تأولته على غير تأويله و قوله عن الجهمية أنها تأولت ثلاث آيات من المتشابه ثم تكلم على معناها دليل على أن المتشابه عنده تعرف العلماء معناه و أن المذموم تأويله على غير تأويله فأما تفسيره المطابق لمعناه فهذا محمد ليس بمذموم و هذا يقتضي أن الراسخين في العلم يعلمون التأويل الصحيح للمتشابه عنده و هو التفسير فى لغة السلف و لهذا لم يقل أحمد و لا غيره من السلف إن فى القرآن آيات لا يعرف الرسول و لا غيره معناها بل يتلون لفظا لا يعرفون معناه و هذا القول إختيار كثير من أهل السنة منهم إبن قتيبة و أبو سليمان الدمشقي و غيرهما
و إبن قتيبة هو من المنتسبين الى أحمد و إسحاق و المنتصرين لمذاهب السنة المشهورة و له في ذلك مصنفات متعددة قال فيه صاحب ( كتاب التحديث بمناقب أهل الحديث ( و هو أحد أعلام الأئمة و العلماء و الفضلاء أجودهم تصنيفا و أحسنهم ترصيفا له زهاء ثلاثمائة مصنف و كان يميل إلى مذهب أحمد و إسحاق و كان معاصرا لإبراهيم الحربي و محمد بن نصر المروزي و كان أهل المغرب يعظمونه و يقولون من إستجاز الوقيعة فى إبن قتيبة يتهم بالزندقة و يقولون كل بيت ليس فيه شيء من تصنيفه فلا خير فيه قلت