الإسلام فى التتار كثير جدا و كلما ظهر فيهم الإسلام و عرفوا حقيقته قلت آثار الشياطين فيهم و إن كان مسلما يختار الفواحش و الظلم أعانته على الظلم و الفواحش و هذا كثير جدا أكثر من الذي قبله فى البلاد التى فى أهلها إسلام و جاهلية و بر و فجور و إن كان الشيخ فيه إسلام و ديانة و لكن عنده قلة معرفة بحقيقة ما بعث الله به رسوله صلى الله عليه و سلم و قد عرف من حيث الجملة أن لأولياء الله كرامات و هو لايعرف كمال الولاية و أنها الإيمان و التقوى و إتباع الرسل باطنا و ظاهرا أو يعرف ذلك مجملا و لا يعرف من حقائق الإيمان الباطن و شرائع الإسلام الظاهرة ما يفرق به بين الأحوال الرحمانية و بين النفسانية و الشيطانية كما أن الرؤيا ثلاثة أقسام رؤيا من الله و رؤيا مما يحدث المرء به نفسه في اليقظة فيراه في المنام و رؤيا من الشيطان
فكذلك الأحوال فإذا كان عنده قلة معرفة بحقيقة دين محمد صلى الله عليه و سلم أمرته الشياطين بأمر لا ينكره فتارة يحملون أحدهم فى الهواء و يقفون به بعرفات ثم يعيدونه الى بلده و هو لابس ثيابة لم يحرم حين حاذى المواقيت و لا كشف رأسه و لا تجرد عما يتجرد عنه المحرم و لا يدعونه بعد الوقوف يطوف طواف الإفاضة و يرمي الجمار و يكمل حجه بل يظن أن مجرد الوقوف كما فعل

__________


الصفحة التالية
Icon