و قد ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان فى سفر فرأي قوما ينتابون مكانا للصلاة فقال ما هذا فقالوا هذا مكان صلى فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إنما هلك من كان قبلكم بهذا أنهم إتخذوا آثار أنبيائهم مساجد من أدركته الصلاة فليصل و إلا فليمض و بلغه أن قوما يذهبون الى الشجرة التى بايع النبى صلى الله عليه و سلم أصحابه تحتها فأمر بقطعها و ارسل إليه أبو موسى يذكر له أنه ظهر بتستر قبر دانيال و عنده مصحف فيه أخبار ما سيكون قد ذكر فيه أخبار المسلمين و أنهم إذا أجدبوا كشفوا عن القبر فمطروا فأرسل إليه عمر يأمره أن يحفر بالنهار ثلاثة عشر قبرا و يدفنه بالليل فى و احد منها لئلا يعرفه الناس لئلا يفتنوا به فإتخاذ القبور مساجد مما حرمه الله و رسوله و إن لم يبن عليها مسجدا كان بناء المساجد عليها أعظم
كذلك قال العلماء يحرم بناء المساجد على القبور و يجب هدم كل مسجد بنى على قبر و إن كان الميت قد قبر فى مسجد و قد طال مكثه سوى القبر حتى لا تظهر صورته فإن الشرك إنما يحصل إذا ظهرت صورته و لهذا كان مسجد النبى صلى الله عليه و سلم أو لا مقبرة للمشركين و فيها نخل و خرب فأمر بالقبور فنبشت و بالنخل فقطع و بالخرب فسويت فخرج عن أن يكون مقبرة فصار مسجدا