بصيرة فى الحسن
وهو عبارة عن كلّ مُبْهِج مرغوب فيه. وذلك ثلاثة أَضرب: مستحسن من جهة العقل، ومستحسن من جهة الهَوَى، ومستحسن من جهة الحِسّ. والحَسَنة يعبّر بها عن كلّ ما يَسُرّ من نعمة تنال الإِنسان فى نفسه وبدنه وأَحواله، والسيئة تضادّها، وهما من الأَلفاظ المشتركة كالحيوان الواقع على أَنواع مختلفة.
وقوله تعالى: ﴿وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هاذه مِنْ عِندِ الله﴾ أَى خِصْب وسعة وظفر، ﴿وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ﴾ أَى جَدْب وضِيق وخَيْبَة. وقوله: ﴿مَّآ أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ﴾ أَى ثواب ﴿وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ﴾ أَى عذاب.
والفرق بين الحَسَنة والحسَن والحُسْنَى أَنَّ الحَسَن يقال فى الأَعيان والأَحداث، وكذلك الحَسَنة إِذا كانت وصفا. فإِذا كانت اسماً فمتعارَف فى الأَحداث، والحُسْنى لا يقال إِلا فى الأَحداث دون الأَعيان، والحَسَن أَكثر ما يقال فى تعارف العامّة فى المستحسَن بالبصر، يقال رجل حسن وحُسَان وحسّان وامْرَأَةٌ حسناءُ أَو حُسَانة وحُسّانة. وأَكثر ما جاءَ فى القرآن من الحَسَن فللمسْتَحسن من جهة البصيرة، وقوله تعالى: ﴿الذين يَسْتَمِعُونَ القول فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾ أَى الأَبعد عن الشُّبهة. وقوله تعالى: