وفى الحديث قال أُبَىّ بن كعب: سأَلتُ النبىّ صلَّى الله عليه وسلم عن التَّوبة النَّصُوح فقال: هو الندم على الذنب حين يفْرُطُ منذ، وتستغفرَ الله بندامتك عند الحافر، ثمّ لا تعود إِليه أَبداً. وقال أَبو العبّاس هذه كلمة كانوا يتكلَّمون بها عند السّبْق والبرهان يقول: أَوّلَ ما يقع حافر الفرس على الحافر - أَى المحفور - أَو الحافرة - أَى المحفورة - فقد وجب النَّقد. وإِذا قيل عند الحافرة بالهاءِ أَى عند أَوّل كلمة. وقيل: فيه وجهان:
أَحدهما: أَنَّه لمّا جعل الحافر فى معنى الدّابّة نفسها وكثر استعماله على ذلك من غير ذكر الذَّات فقيل: اقتنى فلان الخُفَّ والحافر أَى ذواتهما، أُلحقت به علامةُ التأنيث استعارة بتسمية الذَّات بها.
والثَّانى: أَن يكون "فاعلة" من الحَفْر، لأَنَّ الفرس بشدّة الدّوس تحفر الأَرض، كما سمّى فرساً لأَنها تفْرِسها أَى تدُقّها. هذا أَصل الكلمة ثمّ كثرت حتى استعملت فى كلّ أَوّليَّة، فقيل رجع إِلى حافرتة. ويقال التقى القوم فاقتتلوا عند الحافرة أَى عند أَوّل ما التقَوْا.


الصفحة التالية
Icon