بصيرة فى الحفظ
حفِظت الشئ حِفظاً بالكسر أَى حرسته، وقوله تعالى: ﴿فالله خَيْرٌ حَافِظاً﴾ أَى حفظُ الله خير حفظ. ومن قرأَ (حافظا) وهى قراءَة الكوفيّين غير أَبى بكر فالمراد خير الحافظين. وقوله تعالى ﴿يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ الله﴾ أَى ذلك الحفظ بأَمر الله.
والحِفظ يقال تارة لهيئة النَّفس الَّتى بها يثبت ما يؤدِّى إِليه الفهم، وتارة لضبط الشئ فى النَّفس. ويُضادّه النِّسيان، وتارة لاستعمال تلك القوّة، فيقال: حفظت كذا حفظاً، ثمّ يستعمل فى كلّ تفقُّد وتعهُّد ورعاية.
قوله تعالى: ﴿والحافظين فُرُوجَهُمْ والحافظات﴾ كناية عن العِفَّة و ﴿حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ الله﴾ أَى يحفظن عهد الأَزواج عند غيبتهم بسبب أَنَّ الله يحفظهنّ أَن يطلع عليهنّ. وقرئ بنصب الجلالة أَى بسبب رعايتهنّ حقّ الله لا (لرياءِ وتصنُّع) منهنّ. وقوله ﴿فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً﴾ أَى حافظاً؛ كقوله ﴿وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ﴾