أَى أَثبتُّه حقَّا، أَو حكمت بكونه حقّاً. وقوله تعالى: ﴿لِيُحِقَّ الحق﴾ فإِحقاقُ الحقّ على ضربين: أَحدهما بإِظهار الأَدِلَّة والآيات، كما قال ﴿وأولائكم جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً﴾ أَى حجّةً قويّة. والثَّانى بإِكمال الشريعة وبَثِّها، كقوله تعالى: ﴿والله مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الكافرون﴾ وقوله: ﴿الحاقة مَا الحاقة﴾ إِشارة إِلى القيامة كما فسّره بقوله: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الناس﴾ لأَنَّه يحِقّ فيه الجزاء.
ويستعمل استعمال الواجب اللازم والجائز نحو ﴿وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ المؤمنين﴾ وقوله: ﴿حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لاَّ أَقُولَ عَلَى الله إِلاَّ الحق﴾ [قيل معناه جدير]. وقرئ (حقيق علىَّ) قيل واجب.
والحقيقة تستعمل تارة فى الشئ الذى له ثبات ووجود: كقول النبى صلَّى الله عليه وسلَّم لحارثة "لكلّ حقّ حقيقة فما حقيقة إِيمانك" أَى ما الذى ينبئ عن كون ما تدّعيه حقّاً. وفلان يحمى حقيقته أَى ما يحقّ عليه أَن يحميه، وتارة تستعمل فى الاعتقاد كما تقدّم، وتارة فى العمل وفى القول فيقال: فلان لفعله حقيقةٌ إِذا لم يكن مرائياً فيه؛ ولقوله حقيقةٌ إِذا لم


الصفحة التالية
Icon