والعقل والإِيمان والثَّواب. وهو الَّذى جعله الله الخسرانَ المبين. وقوله: ﴿وَلاَ تُخْسِرُواْ الميزان﴾ يجوز أَن يكون إِشارة إِلى تحرّى العدالة فى الوزن وترك الحَيْف فيما يتعاطاه من الوزن، ويجوز أَن يكون إِشارة إِلى تعاطى مالا يكون ميزانه فى القيامة خاسراً فيكون ممّن قال فيه ﴿وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ﴾ وكلا المعنيين يتلازمان. وكلّ خسران ذكره الله تعالى فى القرآن فهو على هذا المعنى الأَخير دون الخسران المتعلِّق بالمقتنيات الدّنيويّة والتجارات الماليّة.
وقيل: ورد الخاسر فى القرآن على سبعة أَوجه:
الأَوّل: بمعنى العجز والعاجز ﴿وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّآ إِذَاً لَّخَاسِرُونَ﴾ أَى لعاجزون.
الثَّانى: بمعنى الغَبْن والخاسر المغبون ﴿إِنَّ الخاسرين الذين خسروا أَنفُسَهُمْ﴾ أَى غَبَنُوها.
الثالث الخسران بمعنى: الضلالة ﴿فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً﴾ أَى ضلّ ﴿إِنَّ الإنسان لَفِى خُسْرٍ﴾ أَى فى ضلال.
الرّابع: بمعنى نقصان الكيل والميزان ﴿ولا تُخْسِروا الميزَانَ﴾ ﴿وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾ أَى ينقصون.