لَهُ إِبْرَاهِيمُ} من قولك للرّجل: لئن ذكرتنى لتندمنَّ، وأَنت تريد: بسوءٍ، فيجوز ذلك، قال عنترة بن شدَّاد يخاطب امرأَته:

لاتذكرى فَرَسى وما أَطعمتُه فيكونَ جِلْدُك مثلَ جِلْد الأَجرب
أَى لا تعيبى مُهْرى، فجعل الذكر عيباً. وأَنكر أَبو الهيثم أَن يكون الذكر عيبًا، وقال فى قول عنترة: "لا تذكرى فرسى": لا تولَعى بذكره وذكر إِيثارى إِيّاه على عيالى باللَّبن.
وقوله تعالى: ﴿ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّآ﴾ معناهُ: ذكر ربك عبده برحمته. وقوله تعالى: ﴿أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً﴾ أَى تذكُّرًا. وقوله تعالى: ﴿لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنَ الأولين﴾ أَى لو جاءَنا ذكر كما جاءَ غيرنا من الأَوّلين. وقوله تعالى: ﴿خُذُواْ مَآ ءاتيناكم بِقُوَّةٍ واذكروا مَا فِيهِ﴾ أَى ادرُسوا ما فيه. وقوله: ﴿واذكروا نِعْمَتَ الله عَلَيْكُمْ﴾ أَى احفظوها ولا تضيِّعوا شُكرها، كما يقول العربىُّ لصاحبه: اذكر حَقىِّ عليك، أى احفظه ولا تضيّعه.


الصفحة التالية
Icon