وتقول: ذكرته ذِكْرَى غير مجراة. وقوله تعالى: ﴿وذكرى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ الذِّكرى اسم أُقيم مُقام التذكير، كما تقول: اتَّقيت تَقْوى، ومنه قوله تعالى: ﴿وذكرى لأُوْلِي الألباب﴾ أَى وعبرة لهم. وقوله عزَّ وجلَّ: ﴿ذِكْرَى الدار﴾ أَي يُذكَّرُون بالدار الآخرة ويزَهَّدون في الدنيا. ويجوز أَن يكون المعنى: يكثرون ذكر الآخرة. وقوله تعالى: ﴿فأنى لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ﴾ يقول: فكيف لهم إِذا جاءَتهم السَّاعةُ بذكراهم. وقوله تعالى: ﴿يَتَذَكَّرُ الإنسان وأنى لَهُ الذكرى﴾ أَى يَتُوب ومن أَين له التَّوبة.
والتذكِرة: ما يُتذَكَّرُ به الشىءُ، وهو أَعمّ من الدَّلالة والأَمارة. وقوله: ﴿فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأخرى﴾ قيل معناه: تعيد ذكره، وقيل: تجعلها ذَكَرًا فى الحكم. وقال بعض العلماءِ فى الفرق بين قوله تعالى: ﴿فاذكروني أَذْكُرْكُمْ﴾ وبين ﴿اذكروا نِعْمَتِيَ﴾ أَنَّ قوله (اذكرونى) مخاطبة أَصحاب النبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم الَّذين حصل لهم فضلُ قوَّة بمعرفته تعالى، فأَمرهم بأَن يذكروه من غير واسطة، وقوله {اذكروا


الصفحة التالية
Icon