فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ} قيل: هذا أَمر معناه الخبر، كأَنَّه قال: من لم يستَحْىِ صنع ما شاءَ. وقيل: معناه أَن يريد الرّجل أَن يعمل الخير فيدَعه حياء من النَّاس، كأَنَّه يخاف مذهب الرّياءِ، أَى لا يمنعُك الحياء من المضىّ لما أَردت. وهذا معنى صحيح يشبهه حديثه الآخر: "إِذا جاءَك الشيطان وأَنت تصلِّى فقال: إِنَّك ترائى فزدها طولاً". قال:
إِذا لم تَخْشَ عاقبةَ اللَّيالى | ولم تَسْتَحْى فاصنع ما تشاء |
والمَصْنَعة كالحوض يُجمع فيها ماءُ المطر، وكذلك الصِّنْع، قال الله تعالى: ﴿وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ﴾. والمصانع: المبانى من القصور والحصون. قال لبيد رضى الله عنه:
بَلِينا وما تَبْلَى النّجومُ الطوالعُ | وتبقى الجبالُ بعدنا والمصانعُ |