﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ﴾ بضمّ أَحدهما وكسر الآخر لا يبال بأَيّهما بدأَ، وقرأَ الباقون بكسر الميم فيهما.
والطَمْس: المَحْو وإِزالة الأَثَر، قال تعالى: ﴿وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا على أَعْيُنِهِمْ﴾ أَى أَزلنا ضوءَها وصورتها كما يُطمَس الأَثر. وقوله: ﴿رَبَّنَا اطمس على أَمْوَالِهِمْ﴾، أَى أَزِلْ صورتها. وقوله تعالى: ﴿مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا على أَدْبَارِهَآ﴾، منهم من قال: عَنَى ذلك فى الدّنيا، وهو أَن ينبت الشعر على وجوههم فتصير صورتهم كصورة الكلب والقِرْد. ومنهم من قال: ذلك فى الآخرة، إِشارة إِلى ما قال: ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ﴾، وهو أَن يصيّر عيونهم فى قفاهم. وقيل: معناه: يردّهم من الهداية إِلى الضَّلال.