والتقبّل: قبول الشىء على وجه يقتضِى ثوابا كالهديَّة. وقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الله مِنَ المتقين﴾ تنبيه أَنه ليس كل عبادة متقبَّلة. بل إِذا كانت على وجه مخصوص. وقوله تعالى: ﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ﴾، قيل: معناه: قَبلها، وقيل: تكفَّل بها. وإِنما قال: ﴿تَقَبَّلَهَا بِقَبُولٍ﴾ ولم يقل ﴿بِتَقَبُّل﴾ للجمع بين الأَمرين: التقبُّل الذى هو الترقىّ فى القبول، والقبول الذى يقتضى الرضا والإِثابة. وقيل: القَبُول هو من قولهم: فلان عليه قَبُول، أَى من رآه أَحبَّه.
وقوله: ﴿وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً﴾ قيل: هو جمع قابل، ومعناه: مقابل لحواسّهم. قال مجاهد: جماعةَ جماعَةً فيكون جمع قبيل، وكذلك قوله تعالى: ﴿أَوْ يَأْتِيَهُمُ العذاب قُبُلاً﴾. ومن قرأَ ﴿قِبَلا﴾ بكسر القاف فمعناه عِيَانًا، وكذا قوله تعالى: ﴿وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قِبَلاً﴾ أَى عِيَانًا، ﴿وقُبُلاً﴾ أَى جماعة جماعة.
والقبيل: جمع قِبيلة، وهى الجماعة المجتمعة التى تُقبل بعضها على بعض، قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ﴾، مأْخوذ من قبائل الرأْس وهى القِطَع المشعوب بعضُها إِلى بعض. قيل ترتيب صنوف الأَحياءِ على ترتيب الأَعضاءِ. فأَوّلها القبيلة من قبائل الرأْس، ثم الشَّعْب، ثم


الصفحة التالية
Icon