بصيرة فى الكل
الكُلّ اسم لجميع الأَجزاءِ، يستوى فيه الذكر والأُنثى، وقد يقال كلّ رجل وكُلَّة امرأَة. وقد جاءَ كُلّ بمعنى بعض، فهو من الأَضداد، ولا يدخلهما (أَلْ) فى فصيح الكلام.
وجمع كُلّ لأَجزاءِ الشىءِ على ضربين: أَحدهما: الجامع لذات الشىءِ وأَحواله المختصّة به، ويفيد معنى التمام، نحو قوله تعالى: ﴿وَلاَ / تَبْسُطْهَا كُلَّ البسط﴾ ؛ والثانى: الجامع للذوات.
وقيل: كلٌّ لاستغراق أَفراد المنكَّر، نحو: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الموت﴾ ؛ ولاستغراق المعرّف المجموع، نحو: ﴿وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ القيامة﴾ ؛ ولاستغراق أَجزاءِ المفرد المعَرَّف، نحو: كُلّ زيد حسن. فإِذا قلت: أَكلت كلّ رغيف لزيد كانت لعموم الأَفراد. فإِن أَضفت الرّغيف إلى زيد صارت لعموم أَجزاءِ فرد واحد، ومن هنا وجب فى قراءَة غير أَبى عمرو وابن ذَكْوان: ﴿كَذَلِكَ يَطْبَعُ الله على كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ﴾ بترك تنوين قلب ثم تقدير كلّ بعد (قلب) ليعمّ أَفراد القلوب، كما عمّ كلّ أَجزاءِ القلب.
وترد كُلَّ باعتبار كلّ واحد ممّا قبلها وما بعدها على ثلاثة أَوجه: