فأَمَّا أَوجهها باعتبار ما قبلها:
فأَحدها: أَن يكون نعتاً لنكرة أَو معرفة، فيدلّ على كماله؛ ويجب إِضافته إِلى اسم ظاهر يماثله لفظاً ومعنى، نحو: أَطعمنا شاة كُلَّ شاة، وقوله:

وإِن الذى حانت بفَلْج دماؤُهم هم القومُ كلّ القوم يا أُمَّ خالد
والثانى: أَن يكون توكيدًا لمعرفة، وفائدته العموم، ويجب إِضافتها إِلى اسم مضمر راجع إِلى المؤَكَّد، نحو قوله تعالى: ﴿فَسَجَدَ الملائكة كُلُّهُمْ﴾ وقد يخلفه الظاهر، كقوله:
كم قد ذكرتكِ لو أُجزَى بذكركم يا أَشبه الناس كلِّ الناس بالقمر
وأَجاز الفراءُ والزمخشرىّ أَن تقطع كلّ المؤَكَّد بها عن الإِضافة لفظاً؛ تمسّكاً بقراءَة بعضهم: ﴿إِنَّا كُلٌّ فِيهَآ﴾.
والثالث: أَلاَّ تكون تابعة بل تالية للعوامل، فتقع مضافة إِلى الظاهر، نحو: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾ ؛ وغير مضافة نحو: ﴿وَكُلاًّ ضَرَبْنَا لَهُ الأمثال﴾.
وأَمَّا أَوجهها باعتبار ما بعدها فثلاثة:
الأَول: أَن تضاف إِلى ظاهر؛ وحكمها أَن يعمل فيها جميع العوامل نحو: أَكرمت كلّ بنى تميم.


الصفحة التالية
Icon