وأَمَّا قول فرعون: ﴿لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأسباب أَسْبَابَ السماوات﴾ فإِنما قاله جاهلاً أَو مَخْرَقة وإِفْكًا.
والثانى: التعليل. أَثبته جماعة، وحملوا عليه قوله تعالى: ﴿فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يخشى﴾، ومن لم يثبته يحمله على الرجاء ويصرفه إِلى المخاطبين، أَى اذهبا على رجائكما.
الثالث: الاستفهام أَثبته الكوفيُّون، ولهذا عُلِّق بها الفعل فى نحو: ﴿لاَ تَدْرِى لَعَلَّ الله يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً﴾ ونحو: ﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يزكى﴾.
ويقترن خبرها بأَنْ كثيرا حملاً على عسى؛ كقوله:
لعلك يوم أَن تلمَّ ملمَّة
وبحرف التنفيس قليلا كقوله:

فقولا لها قولا رقيقا لعلّها سترحمنى من زفرِة وعويل
ولا يمتنع كون خبرها فعلاً ماضياً، نحو قوله صلَّى الله عليه وسلم: "وما يدريك لعلّ الله اطَّلع على أَهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم". وقوله تعالى: ﴿فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يوحى إِلَيْكَ﴾ أَى يظنُّ بك الناس [ذلك]. وقوله: ﴿واذكروا الله كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ﴾ أَى اذكروا الله راجين الفلاح. وقوله تعالى فيما ذكر عن قوم فرعون: ﴿لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السحرة﴾ فذلك طمع منهم فى فرعون.


الصفحة التالية
Icon