(لَمَّا)، والفارسىُّ فى قوله تعالى: ﴿وَيُنَزِّلُ مِنَ السمآء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ﴾. ويجوِّز كون من ومن الأَخيرتين زائدة، وقال به بعضهم فى: ﴿وَلَقدْ جَآءَكَ مِن نَّبَإِ المرسلين﴾.
وأَمّا قوله تعالى: ﴿كُلَّمَآ أرادوا أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ﴾ فمِن الأَولى للابتداءِ، والثانية للتعليل. وقوله: ﴿مِمَّا تُنْبِتُ الأرض مِن بَقْلِهَا﴾، مِن الأُولى للابتداءِ، والثانية إِمّا كذلك فالمجرور بدل بعض وأَعيد الجار، وإِمّا لبيان الجنس، فالظرف حال، والمنبَت محذوف، أَى مما تُنبته كائناً / من هذا الجنس.
وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ الله﴾، (مِن الأُولى مثلها فى زيد أَفضل من عمرو، و (من) الثانية للابتداءِ. وقوله: ﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرجال شَهْوَةً مِّن دُونِ النسآء﴾ من للابتداءِ، والظرف صفة لشهوة أَى شهوة مبتدأَة من دونهنّ. وقوله: ﴿مَّا يَوَدُّ الذين كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الكتاب﴾ الآية فيها (مِنْ) ثلاث مرات: الأُولى للبيان؛ لأَن الكافرين نوعان كتابيّون ومشركون، والثانية زائدة، والثالثة لابتداءِ الغاية. وقوله: ﴿لآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ﴾، ﴿وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ﴾ الأُولى فيهما للابتداءِ، والثانية للتبيين. وقوله تعالى: ﴿نُودِيَ مِن شَاطِىءِ الوادي الأيمن فِي البقعة المباركة مِنَ الشجرة﴾، من فيهما للابتداءِ، ومجرور الثانية بدل من مجرور الأُولى بدل اشتمال؛ لأَنَّ الشجرة كانت ثابتة بالشاطىءِ.