حالٌ. وقيل: بعد اعْتِرافِ أَنَّ أَيْدِيَكم فَوْق أَيْدِيهم، أَى يُلْزَمون الذُل.
ويقال: فلانٌ يَدُ فُلان، أَى وَلِيُّه وناصِرُهُ. ويقال لأَولِياءِ الله هم أَيْدِى الله، وعلى هذا الوجه قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الذين يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾ فإِذا يَدُه صلَّى الله عليه وسلَّم يَدُ الله، وإِذا كان يَدُه فوق أُيْدِيهم فيَدُ الله فوق أَيْدِيهم. ويؤيّد ذلك ما فى الصّحيحين من الحديث القدسىّ: "لا يزال العَبْدُ يَتَقَرّب إِلّى بالنَّوافل حَتَّى أُحِبَّه، فإِذا أَحْبَبْتُه كنتُ سَمْعَه الَّذى يَسْمَع به، وبصره الذى يُبْصر بهِ، ويَدُه الَّتى يَبْطِشُ بها".
وقوله تعالى: ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾ عبارةٌ عن تَوَلِّيهِ لِخَلْقه باختراعه الذى ليس إِلا له تعالى. وخُصَّ لفظُ اليَد إِذ هى أَجَلُّ الجوارح الَّتى يُتَوَلَّى بها الفعل فيما بيننا لِيُتَصَوَّر لنا اختصاصُ المعنَى، لا لنَتَصَوَّر منه تَشْبِيهاً. وقيل: معناه بنِعْمَتى التى رشَّحْتُها لهم. والباءُ فيه ليس كالباءِ فى قَطَعْتُه بالسِكين، بل هو كقولهم: خرجَ بسَيْفه، أَى ومَعَه سَيْفُه، أَى خلقتُه ومعه نِعْمتاىَ الدُّنْيَويّة والأُخَروِيّة الَّلتان إِذا رعاهُما بلغ بهما السّعادة الكبرى.
وقولُه: ﴿يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾، قيل: نِعْمَتُه ونُصْرَتُه وقُوَّته.