الإجمال نحو التفصيل، كذلك جاءت قصة عيسى - عليه السلام - مجملة في سورة مريم في قوله تعالى: ﴿وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا﴾ وجاءت مفصلة في سورة آل عمران في قوله - تعالى -: ﴿وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ فقد جاءت في هذه الآية البشارة التفصيلية، وفي تلك الآية البشارة الإجمالية، ومن هنا استنبط العبد الضعيف أن معنى الآية وتقديره: "وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مخبراً بأني قد جئتكم".
وهذا داخل في حيز البشارة، وليس بمتعلق بمحذوف كما أشار إليه السيوطي حيث قال: "فلما بعثه الله قال: إني رسول الله إليكم بأني قد جئتكم" والله أعلم.
شرح غريب القرآن:
من الأمور التي يشتمل عليها التفسير بالمأثور شرح غريب القرآن كذلك، ومبناه على تتبع لغة العرب أو على فهم سياق الآية ومعرفة مناسبة اللفظ بأجزاء الجملة التي وقع فيها.
مدخل الاجتهاد في شرح الكلمة:
وهنا للعقل مدخل وللاختلاف مجال، إذ أن الكلمة الواحدة تأتي في لغة العرب لمعان شتى، وتختلف العقول والمدارك في تتبع استعمالات العرب، والتفطن إلى السابق واللاحق. ولذلك اختلفت أقوال الصحابة والتابعين - رضي الله عنهم - في هذا الباب - وسلك كل منهم رأيا ومذهبا.