الرجم واستبداله بالجلد وتسحيم الوجه تركوا العمل برجم الزاني، وكان الأحبار - خشية الفضيجة والعار - يخفون تلك الآيات التي فيها نص هذا الحكم الصريح.
٢ - كذلك تلك آيات التي ذكرت فيها بشارة هاجر وإسماعيل - عليهما السلام - بأنه سوف يولد في أعقابهم من يبعثه الله - تعالى - نبياً ورسولاً، والآيات التي تحمل إشارات واضحة إلى دين يظهر ويبلغ كماله في أرض الحجاز، وتضج به جبال عرفات بالتلبية، ويؤم الناس لزيارتها من الأقطار والأمصار.
وبالرغم من أن هذه الآيات لا تزال توجد في التوراة حتى اليوم كان اليهود يتأولونها بأن هذه الآيات إنما تخبر بظهرو ذلك الدين ولكنها لا تأمر باتباعه الخوضع له. وكانت هذه الكلمة على طرف لسانهم "ملحمة كتبت علينا".
ولكن لما كان عامة اليهود أنفسهم لا تقبل نفوسهم هذه التأويلات الركيكة الباطلة، ولا يعترفون بصحتها وسلامتها، كانوا يتواصون فيما بينهم أن لا يفشوا هذا السر ولا يتعالنوه فيما بينهم:
﴿أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ﴾