في آيات الإنجيل بالنسبة لعيسى - عليه السلام - إذا سلمنا أن ما نقل في الإنجيل من مثل هذه الآيات هي من كلام عيسى - عليه السلام - لا من الإضافات والإلحاقات - أن لفظ "الإبن" في العهد القديم كان يستعمل بمعنى المقرب والمحبوب والمختار، وتشهد على هذه الدعوى دلائل وقرائن كثيرة في الإنجيل.
جواب الإشكال الثاني:
وجواب الإشكال الثاني - وهو نسبة سيدنا عيسى - عليه السلام - بعض أفعال الله - تعالى إلى نفسه - إذا سلمنا صحتها وثبوت نقلها عنه - أنها على طريق الحكاية، مثل أن يحكي رسول الملك عنه فيقول: فتحنا البلد الفلاني، وحكمنا القلعة الفلانية، فظاهر أن هذا الرسول ليس إلا ترجماناً للملك ومبلغاً عنه، وحقيقة الفعل راجعة إلى نفسه.
نوع خاص من الوحي:
ويمكن أن الوحي إلى عيسى - عليه السلام - عن طريق إنطباع المعاني في لوح قلبه من قبل الملأ الأعلى، لا تمثل جبريل - عليه السلام - بصورة البشر وإلقاء الوحي إليه، فبسبب هذا الإنطباع المباشر جري منه من الكلام ما أشعر بنسبة الأفعال إليه، مع أن الحقيقة غير ذلك، والأمر واضح. وبالجملة فإن الله - تعالى - رد على هذه المسالك الباطلة،


الصفحة التالية
Icon