وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} "٢١، ٢٢"، وقوله: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ "٢٩"؛ ولذلك افتتحها بقصة خلق آدم الذي هو مبدأ البشر١، وهو أشرف الأنواع من العالمين، وذلك شرح إجمال٢ ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
وقوله: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ قد أومأ إليه بقوله في قصة [توبة] ٣ آدم: ﴿فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ "٥٤"، وفي قصة إبراهيم لما سأل الرزق للمؤمنين خاصة [بقوله: ﴿وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ﴾ "١٢٦"]، فقال: ﴿وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا﴾ "١٢٦"؛ وذلك لكونه رحمانًا.
وما وقع في قصة بني إسرائيل: ﴿ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُم﴾ "٥٢" إلى أن أعاد الآية بجملتها في قوله: ﴿لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾ "١٦٣".
وذكر آية الدَّيْنِ٤ إرشادًا للطالبين من العباد٥، ورحمة بهم، ووضع عنهم الخطأ والنسيان والإصر، وما لا طاقة لهم به، وختم بقوله: ﴿وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا﴾ "٢٨٦"

١ وذلك في قوله: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ إلى قوله: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ﴾ "٣٠-٣٧".
٢ في المطبوعة: "لإجمال"، والمثبت من "ظ".
٣ ما بين المعقوفين إضافة من "ظ"، ويلاحظ أن الآية المذكورة بعدها تتعلق بقوم موسى واتخاذهم العجل، وأمر بالتوبة وتوبتهم؛ لكن ما يتعلق بتوبة آدم ورد في قوله تعالى: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ "٣٧"، وكذلك قوله عز شأنه: ﴿ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ﴾ [طه: ١٢٢].
٤ هي قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ﴾ "٢٨٢" الآية.
٥ في "ظ": "إرشادًا لعباده".


الصفحة التالية
Icon